21
مايو
ما إن وضعت الحرب الهمجية على قطاع غزة أوزارها، وانتهت العمليات الحربية العدوانية عليه، حتى بدأ المستوطنون الإسرائيليون يصبون جام غضبهم على الذين أوردوهم موارد الهلاك، وألحقوا بهم الهزيمة، وتسببوا لهم بالنزول إلى الملاجئ والهروب، وعرضوهم للتهكم والاستهزاء، وجعلوا منهم أضحوكةً ومثاراً للسخرية، وهم الذين كانوا يتشدقون بأن جيشهم لا يقهر، وأن كيانهم لا يهزم، وأنهم أقوى دول المنطقة وأكثرها تسليحاً وقدرةً، لكنهم أمام هول الصدمة وشدة الصفعة، َعَلَا صوتُ نحيبهم صاخباً، وخَشُنَت كلماتهم انتقاداً، وفَحُشَ ردهم غضباً وألماً، وتوالت الدعوات للمحاسبة والمسائلة، والتحقيق والعقاب والإقصاء. فقد فوجئوا جميعاً، حكومةً وجيشاً، ومستوطنين ومراقبين، أن ثلةً قليلةً من المقاومين في قطاع…