نحن لا نحتاج إلى يوم محدد لنحتفي بالمرأة، فهي اليوم، وهي الغد، وهي كل يوم. وجودها في الحياة ليس مجرد مناسبة عابرة تُذكر مرة في العام، بل هو نبض مستمر يصنع الفرق في كل لحظة. هي التي تكتب التاريخ بصمودها، وترسم المستقبل بعطائها، وتبقى، رغم كل التحديات، الحكاية التي لا تموت.
هي القلب النابض بالعطاء، والصوت الحاني الذي لا ينكسر، والسند الذي يحمل الأوطان على أكتافه بصبر وثبات. هي التي تزرع الأمل رغم العواصف، وتضيء الدروب في أحلك الظروف، وتحمل في داخلها من القوة ما يكفي لإعادة بناء ما تهدم.
تحية إجلال لنساء الجنوب اللبناني الصامدات، اللواتي سطّرن أروع معاني القوة والتحدي، ووقفن في وجه المحن، يحملن الوطن في قلوبهن كما يحملن أبناءهن بين أذرعهن. تحية للأمهات اللواتي قدّمن فلذات أكبادهن فداءً للأرض، وقبّلن وجوههم للمرة الأخيرة بدموع تفيض كبرياءً واعتزازًا، ليصنعن من حزنهن نصرًا للأجيال القادمة.
تحية لكل امرأة عاملة، تكافح كل يوم لتأمين لقمة العيش، تحمل على عاتقها مسؤوليات لا تُحصى، بين تربية الأبناء ورعاية الأسرة، وبين مواجهة أعباء الحياة بكرامة وعزيمة لا تلين.
إلى كل امرأة، أينما كانت، وأيًا كان دورها… أنتِ الحياة حين تقسو الأيام، وأنتِ الأمل حين تشتد المحن. لكِ منا كل التحية والاحترام، فأنتِ صانعة التاريخ، وبانية الأوطان، وروح لا تهزمها الأيام.